لصالح المشروع الصهيو أمريكي

الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي

  • الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي
  • الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي

افاق قبل 5 سنة

الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي

المحامي علي ابوحبله

دأب بعض المسئولين وأصحاب الفكر السياسي المغيب برفع شعار غزه مختطفه ووصل الحال بالبعض  بالدعوة لإعلان غزه إقليم " متمرد " لمن يرفع شعار غزه مختطفه أو الإعلان عنها إقليم متمرد هو  حقا إما انه يجهل حقيقة وجوهر الصراع مع الاحتلال أو خانه التعبير بفعل الاراده ألمغيبه  التي باتت توظف وتجير لصالح  من اختطف الوطن الفلسطيني والاستحواذ على مقدراته وباتت  الشعارات توظف بقصد او غير قصد  لصالح  المشروع التهويدي والاستيطاني .

قبل ما يزيد على ربع قرن، دخلت قيادة منظمة التحرير الفِلسطينية، والشعب الفِلسطيني، أكبر مصيدة في العصر العربي الحديث، نصبها لها الإسرائيليّون وحلفاؤهم الغربيون وبعض العرب بدقّة، ودخلت في دهاليزها وهي مفتوحة العَينين، مصدقة كذبَة السَّلام وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلة، وهي كذبة فضحتها الوقائع اللاحقة على الأرض".

و"يبدو أن الاتفاق كرس سيطرة الاحتلال ومن تداعياته أيضا توسيع الاستيطان وارتفاع حدة الإرهاب الرسمي الإسرائيلي ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا والجرحى وحملات الاعتقال التعسفية وسياسة الإعدام الميداني بما في ذلك تخلي إسرائيل عن تطبيق الاتفاقية من جانب واحد".

"بعد ربع قرن على توقيع اتفاقية أوسلو، ما أردناه نحن الفلسطينيين معظمه لم يتحقق، وما أراده الاحتلال  معظمه تحقق؛ فبدلاً من أن تصبح السلطة الفلسطينية جسراً للعبور نحو تحقيق مشروعنا الوطني الفلسطيني؛ أصبحت مقبرة له". اتفاقَ أوسلو  قتل كل احتمالات السلام في هذه الايام وتَدعَمُها بشكلٍ أعمى الولايات المتحدة برئاسة ترامب. والاستنتاج الأكبر من اتفاقات أوسلو والتعلم من سلبياتها أن نكون يداً واحدةً لمواجهة التحديات والأخطاء وتبعاتها".

"اتفاق أوسلو، نقل حركة فتح، العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية، من حركة تحرر مقاومة إلى سلطة ... هذا ما يُجمع عليه، أو يتوافق بشأنه كثيرون ... لكن المسكوت عنه، أن الاتفاق ذاته، نقل فصائل أخرى عديدة، معارضة للاتفاق، من موقع المقاومة إلى موقع المعارضة، معارضة السلطة، والسلطة حصراً في معظم المراحل".

وإن أكبر منتقدي الاتفاق وأشدهم معارضة له، حركة حماس، كانت أكبر المستفيدين منه... انتقلت الحركة إلى موقع السلطة في قطاع غزة على أقل تقدير ... بعض معارضي الاتفاق انتقلوا من المقاومة إلى السلطة كذلك، وها هم اليوم، يدفعون ثمن وصولهم إليها والبقاء على رأسها، برغم الأكلاف السياسية والمعنوية والمادية الهائلة لهذا التحول، إنهم يعيدون إنتاج سيرة فتح وإن بشروط أصعب وأثمانٍ أعلى".

ربع قرن من الغرق في مستنقع أوسلو والتزاماتها  المجحفة بحق الفلسطينيين وانتقاصها من الحقوق الوطنية الفلسطينية ،بات النظام السياسي الفلسطيني معاقاً، يعاني سلسلة أمراض مستعصية، لعل أبرزها وأكثرها خطورة أنه بات فاقداً للمناعة الوطنية، بحيث بات عاجزاً عن التحرك في الاتجاه الصحيح، وباتت معظم خطواته تقوده أكثر فأكثر نحو هاوية يتهدد فيها مصير القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وتكشف يوماً بعد يوم حالة العجز المدقع التي يعانيها، وفشله في مواجهة إجراءات الاحتلال والاستيطان، وانجراره بزخم مثير للاستغراب نحو افتعال المعارك الداخلية في الصف الوطني، ما يقود إلى المزيد من الإنقسامات، والمزيد من التشرذم، وتشتيت القوى، وبعثرة الجهود، وتضييع البوصلة، في ظل جوقة من المبخرين لا تتوقف عن الإشادة بهذا النظام، وبسياساته المريضة، معتقدة أنها بذلك تطيل في عمره وتوفر له غطاء بدأ ينحسر من فوقه يوماً بعد يوم.

النظام السياسي الفلسطيني المعاق غارق حتى أذنيه في حالة العجز، والفشل وعدم امتلاك القدرة على التجديد والتطوير بما يتلاءم وتطور الحالتين الفلسطينية والإقليمية، والاستجابة لمتطلبات العملية الكفاحية، وصون الحقوق الوطنية المشروعة، وتعزيز إرادة الصمود.

وحقيقة أن من يرفع شعار غزه مختطفه  هو بفعل الفشل الذي تحقق على مسيرة سنوات أوسلو التي لم تحقق سوى غياب للمسؤولية وتغييب للاراده الوطنية ،  نسال ونتساءل هل غزه مستقلة وذات سيادة وهل تملك السلطة الوطنية الفلسطينية  سيادة على غزه أو  دوله فلسطين التي يعرفها البعض بحدود 67 ، لنجيب أن من  يحرف الصراع عن أولويته في أن غزه  مختطفه هو حقا يجهل بحقيقة وجوهر الصراع ففلسطين من النهر حتى البحر جميعها تخضع للاحتلال الإسرائيلي

وهنا لا بد أن ننوه إلى حقيقة الشذوذ الإسرائيلي في المفاهيم ، إذ تنفرد إسرائيل في إطار  مفهومها للصراع بتبني مفاهيم شاذة ومتفردة عن الأمن القومي ومتطلبات الحفاظ على الوجود وسلامة الكيان الترابي لإسرائيل، إذ يلاحظ أن جميع تصرفات إسرائيل الداخلية والخارجية اقتصاديا وسياسيا تخضع لمقتضيات الأمن حيث تنبع خيارات إسرائيل السياسية وغير السياسية دائما من متطلبات الأمن الإسرائيلي الذي صار يشغل القيمة العليا بين شتى القيم الإسرائيلية الكبرى ويزداد شذوذ هذا التصور خصوصا مع عالم ما بعد الحرب الباردة والقرن الحادي والعشرين الذي احتلت فيه الجغرافيا الاقتصادية محل الجغرافيا السياسية أو الجيوبولتكس، وزادت عمليات وتفاعلات التكامل العالمي والإقليمي على أسس من الاعتماد المتبادل والاندماج الاقتصادي والتقني، في حين أصبح يعرف باسم الوظيفية الجديدة.

يضاف إلى ذلك أن إسرائيل تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تصر على إعادة الهيكلة التامة للنظام الإقليمي الرئيسي وللنظم الإقليمية الفرعية المحيطة بها، فهي تزعم أن هناك ضرورة قصوى لتفجير وإزالة النظام الإقليمي العربي بل ولتفتيت الكيان الاجتماعي القومي العربي ليس ذلك فحسب وإنما أيضا تفتيت النسيج الاجتماعي الوطني لكل قطر عربي على حدة ضمن مفهومها الذي ينبني على تدمير كل مكونات الشخصيه الوطنيه الفلسطينيه وخلق الصراعات بين الفلسطينيين .

ويلاحظ أن جميع التسويات السياسية التي تمت حتى الآن بين إسرائيل من جهة وكل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية تعتبر تسويات ملغومة ومتوترة وتتضمن في داخلها مصادر للتوتر لعودة الصراع أكثر من المصادر الخاصة بالتسوية الدائمة والشاملة والمستقرة.

ولمن يجهل الحقائق والوقائع التاريخية فان فلسطين جميعها بسمائها وهوائها مستباحة ومحتله وتخضع للاحتلال الإسرائيلي  ، ودليل ذلك أن من يحاصر غزه هو الاحتلال ؟؟؟ فهل تملك السلطة الوطنية الفلسطينية  رفع الحصار عن غزه وهل تملك السيطرة على المعابر في غزه أو المعابر في الضفة الغربية ؟؟؟   ومن يتحكم في مفاصل الاقتصاد الفلسطيني ؟؟ وهل تملك السلطة الفلسطينية  السيادة على الغلاف الجمركي وهل بمقدورها ان تتحكم في أموال المقاصة وجبايتها

غزه تخضع تحت الاحتلال الإسرائيلي والضفة الغربية تحت الاحتلال والقدس تحت الاحتلال  ومن يختطف غزه والقدس والضفة الغربية وكل فلسطين الاحتلال الإسرائيلي ومن يتحكم ويحكم سيطرته على الأرض الفلسطينية ويصادر السيادة الوطنية  الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيح الأرض ويصادرها لصالح  مشروعه الاستيطاني ألتهويدي

 

الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي  وان الذي يروج له البعض ضمن تحريف للثقافة النضالية ويحصره بصراع بين فتح وحماس على فتات سلطه بلا سلطه هو مخطئ أو جاهل بحقيقة وجوهر الصراع الاحلالي الاستيطاني

فعندما قامت الشعوب المستعمرة بانتفاضاتها التحررية التي توجت بالاستقلال السياسي، وجدت نفسها مفصولة عن ماضيها، بعيدة عن ثقافتها، مشدودة بالرغم منها إلى ثقافة المستعمر وحضارته. لقد عمل الاستعمار على فرض ثقافته، لغته وتاريخه وحضارته، بنفس الأسلوب الذي فرض به سيطرته السياسية والاقتصادية. وكما أن الاستعمار لا يدخل من الأساليب الاقتصادية الحديثة إلى البلدان المستعمرة إلا ما يُمَكِّنه من استغلال خيرات هذه البلدان بأيسر الطرق وأقربها، فكذلك يفعل في الميدان الثقافي: إنه لم يعمل على نشر الثقافة العصرية لذاتها، بل فقط من أجل أن يخلق في الوطن المستعمر الأدوات المحلية اللازمة له لتعميم سيطرته الاقتصادية ونفوذه السياسي وضمان الاستمرار لهما. إن المستعمر (بالكسر) لا ينقل كل ثقافة بلاده إلى الشعب المستعمر، لا ينقل العلم والخبرة الفنية، ولا الفلسفة الثورية، وإنما ينقل فقط ما يجعل هذا الأخير يرتبط به دون شعور، ليعمل بنفس الصفة كأداة تخدم  مقاصده وأهدافه.

ذلك ما كان يبشر به في الخمسينات زعماء الحركات الوطنية المعادية للاستعمار أمثال الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، المثقف الوطني الإفريقي. يقول مثلا: "لقد تعلمنا نحن الإفريقيين في مدارس الاستعمار تاريخ فرنسا، وحروب الغال، وحياة جان دارك ونابليون، وقرأنا أشعار لامارتين، ومسرح موليير، ودرسنا التنظيم الإداري لفرنسا، كما لو كانت بلادنا إفريقيا بدون تاريخ ودون واقع جغرافي، ودون قيم، ودون أخلاق. لقد قدم الاستعمار لنا من العلم والثقافة القدرَ الذي يرى أنه يخلق منا آلات ترتبط مصالحها بعجلة الاستعمار. قد أراد المستعمرون للمعلم الإفريقي أن يظل في مستوى ثقافي منحط، حتى يخرج تلاميذه على يده أشد انحطاطا. لقد أراد المستعمرون للمثقفين الإفريقيين أن يفكروا بديكارت وبرجسون، ولم يسمح لهم بالتفكير في قيمهم وثقافتهم وتراثهم الإفريقي".

هنا نتفق أن الثقافة الفلسطينية توحدت بعوامل الاتجاه للحقوق الفلسطينية ولفلسطين التاريخية وعندما تغيرت تلك الأبعاد أصبح هناك خلل في الثقافة الفلسطينية أصبحت مهددة بالانسلاخ إلى عدة ثقافات تحمل أبعاد ثقافية مختلفة فعلى سبيل المثال لا الحصر توحدت الثقافة الفلسطينية بالكفاح المسلح وفي الانتفاضة الأولى والثانية عام 1967 وعام 2002 ونتج عن هذا الاتحاد أبعاد اجتماعية تكافلية ثقافية تغذيها أواصر الالتحام في المشكلة بمؤثراتها وأبعادها.

ولا ننسى أن لدور الاحتلال وللعامل الاقتصادي مؤثر مضاد لوحدة الثقافة الفلسطينية كالتوجه نحو العمل في إسرائيل وارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالشيكل والاقتصاد الإسرائيلي وأزمة المعابر والحصار .

وبلا شك أن البرنامجين المطروحين على الساحة الفلسطينية البرنامج التسووي وثقافته والممول دوليا ً وإسرائيليا مقابل البرنامج المقاوم وهو الذي يعبر عن المصلحة الحقيقة للشعب الفلسطيني ويعبر عن الجذور الأساسية للصراع العربي الصهيوني فالأدب المقاوم مازال يأخذ دوره ولو حدث عدة انحناءات تتصاعد وتتهافت بمقدار التغير إلا أننا نستطيع أن نقول أن الثقافة الفلسطينية مهددة بوجود تيار أوسلو ونهجه السياسي في الساحة الفلسطينية وهذا له بعد آخر على الثقافة العربية برمتها .

الاستعمار ليس تحكما سياسيا وحسب، ولا سيطرة اقتصادية لا غير، وإنما هو أيضا، تسلط حضاري- ثقافي. وإذا كان الغزو الاستعماري السياسي قد استهدف في الغالب تقويض البنيات السياسية القائمة ليغرس مكانها جهازا سياسيا وإداريا عصريا يخدم مصالحه ويثبت وجوده، وإذا كان الغزو الاقتصادي الاستعماري قد استهدف نهب البلاد الخاضعة لنفوذه وإقامة قواعد متينة لضمان السيطرة عليها، فإن الغزو الثقافي هو الجانب المكمل لكل ذلك: طمس معالم الثقافة الوطنية، إقامة بناء ثقافي جديد يكيف البلاد وشعبها لطمس معالم شخصيتها وإعداد فريق من أبنائها ليكونوا سدنة للاستعمار، وأدوات لخدمة مصالحه والحفاظ على نفوذه وسيطرته. وبعبارة أخرى إن الثقافة الاستعمارية تستهدف دوما غايتين متكاملتين: فصل الشعب المستعمر (بالفتح) عن ماضيه وحضارته وصرفه عن حاضره، بتفكيك كيانه المادي والمعنوي من جهة، والعمل على إدماجه في كيان الدولة المستعمِرة إدماجا يجعل منه أداة لها ومطية، من جهة أخرى.

وما نشهده اليوم تفريغ لثقافة مقاومه الاحتلال ضمن تحريف لاولويه الصراع مع الاحتلال ضمن ثقافة باتت ابعد ما تكون مما تعلمتاه وترسخت مفاهيمه مع جيل الثورة المؤسس والذي يحرفه البعض اليوم بمفاهيم وشعارات تبعده عن مساره وأولويته  أولئك هم من يسعون لمصالحهم وذاتهم وتدفعهم إلى ذلك أنانيتهم وحبهم لذاتهم  هم أصحاب النفوذ والثروات  ومن رأى في أوسلو مكاسب ومغانم وإمبراطوريات اقتصاديه على حساب الوطن المختطف وتغييب للاراده الوطنية وتحريف للبوصلة النضالية والثقافية

أوسلو أفرغت مفهوم النضال وحقيقة وجوهر اولويه الصراع مع المحتل للتمسك بسلطة بلا سلطه والتمسك بتلابيب للسلطة المحصورة بادراه شؤون السكان وهي بحقيقتها وجوهرها لا تختلف عن مسميات إسرائيليه رفضها الفلسطينيون وكانت  تهدف لتكريس الاحتلال وتهويد الأرض لصالح الاستيطان والمستوطنين

دعونا لا نحرف اولويه الصراع مع الاحتلال وان  يصبح الفلسطيني أداه من أدوات التطبيع ولا أن نكون جزء من مؤتمرات المناعة القومية لإسرائيل نستورد أفكار وتوصيات مؤتمر هرتسيليا لنخرج عن مفهوم الثقافة الوطنية ونخرج بمفاهيم تبعدنا عن اولويه اهتمامنا وأولوية الصراع مع الاحتلال ومشروعه ألتهويدي والاستيطاني

ولكل من يرفع شعار غزه مختطفه نقول فلسطين هي  المختطفة والاراده الوطنية باتت مغيبه وان أوان الصحوة الوطنية  للعودة الى مفهوم وجوهر الصراع مع الاحتلال

التعليقات على خبر: الاراده الوطنية الفلسطينية مغيبه والوطن الفلسطيني  مختطف لصالح المشروع الصهيو أمريكي

حمل التطبيق الأن